رواية ختم النار - الفصل السادس : ثمرة التاريخ ‏| ‏جينمو

  الفصل السادس : ثمرة التاريخ 

..

- من أين نبدأ البحث؟ ,اسمعني يا سلمون  بهذا العالم مكتبة؟  أو شيء من هذا القبيل؟

يجيب سلمون :  نعم  ولدينا أيضاً مدارس لتعليم الشر

يضحك شادها مر بقربه شيطان  معلقا : هل هذا  مجنون؟

يرد شادها عليه بغضب : مجنون والدك يا شيطان !

  الشيطان وهو مبتعد : قبل قليل كنت وحدي من أظنه مجنوناً

يضحك سلمون ويقول :  لن يغضب منك أحد في هذا العالم وريح اعصابك ولا تغضب بدورك

شادها : لا يهم، لن  يخلو عالمك من مكتبة! بحقك يا رجل لابد أن تكون هنا في مكان ما.

يبتسم سلمون:  قم باستدعاء  الهوريفل

- أنا أكره هذا العالم

..

من الرائع أن يكون لك حصان سريع , و مقزز في نفس الوقت،  يسيل منه اللعاب و فضلاته تأكل، مميزاته كثيرة،  وأهمهن  زمر له من أي مكان سيأتيك , إنه حقا رائع , لكن شادها يرى العيوب فقط

..

امطى شادها الهوريفل وقال :  متى أحب هذا الشيء؟؟  . يرد عليه سلمون : ستعتاد عليه 

 شادها : لا أظن هذا يصمت لوهلة ثم يتبع : لم أفهم يا سلمون لماذا أمر القاضي بإطعامي فضلات الهوريفل ؟ -

يضحك سلمون : ربما لأن طعمها لذيذ، او هي بمثابة آخر طعام تتناوله في عالم الجن

- ذكرني أن لا أسألك  مجددا !  , دعك من هذا ,  أي وجهة نقصد ؟

- حسنا يا شادها  فقط أخبر الهوريفل وسوف يكمل  الباقي

يلمس شادها رقبه الهوريفل اللزجة ويضايق سلمون في مكانه , قائلا : يا هرويل ام ماذا !  اسمك صعب جدا، سأعطيك اسم "حصان",  اصدر الهوريفل صوت غريب , تساءل شادها عنه فطمأنه سلمون أنه أحب الاسم

بسخرية شادها يقول : لديه مشاعر إذا , حسنا يا حصاني الغير جميل إلى المكان الذي يدون فيه تاريخ  هذه المملكة التافهة , مكتبة أو أي شيء فقط هيا

..

كنت أمزح  أهم ميزة هي سرعته  العالية جدا   يقطع  الأميال في ثوان,   فكلها لحظات حتى وصل الهوريفل إلى المكتبة المزعومة

..

ينزل شادها من مقعده وبعد شهيق زفير يقول :  اللعنة يا رجل، يجب أن أحصل على واحد مثله في عالم البشر

-  اخبرتك , ستعتاد عليه

يتأمل شادها مبنى المكتبة : قائلا , كل سكناتكم مبنية من الحجارة البائسة , تبا , يصمت شادها لوهلة ثم ينظر إلى كتابة  أعلى واجهة المكتبة ويقوم بالقراءة :  مكتبة مملكة  , لا.. لاج  لا... يقاطعه سلمون ثم يضحك ويعلق ساخرا :  ألا تجيد القراءة إنها مكتبة مملكة  كازنا تيار

يرد شادها :  قراءة ؟؟   هذا  اسم ام حروف مبعثرة؟

- أنت أحمق يا شادها ,  انه اسم من لغة شيطانية قديمة منسية يقصد به أرض الظلام

يسخر شادها :  استاذ تاريخ انت، أليس كذلك؟

- لا لا  انه فقط مترجم في الأسفل الا ترى،. يتأمل شادها الترجمة فيتبع سلمون :  عليك واحد، ثم يضحك ملء فمه الخيالي

 

..

المكتبة عملاقة جدا والمفاجأة ليس بها  كتاب واحد فقط، هي سوق خضار حقا، بها ثمار تشبه الطماطم لكن صغيرة مثل حبات العنب، تملأ كل الرفوف  والمساحات بتنظيم دقيق , من يحب الطعام حقا سيحب القراءة  بنفس القدر

بعد أن تأمل شادها شكل المكتبة من الداخل تساءل : ما هذا بحق الجحيم !بفخر يرد سلمون : انه التاريخ يا شادها، يتهكم شادها :  تاريخكم عبارة عن  طماطم قاصر ؟؟

يرد سلمون :  كل الثمرة المطلوبة  وستجد كل ما تريد معرفته عن ضالتك

يضحك شادها بصوت منخفض :  لو كنت أعرف أننا سنأكل، لأحضرت معي كاي

-  من هو كاي؟

- شخص لن تعرفه يا سلمون , لنبدأ هذه الطماطم لن تأكل نفسها , بدا شادها الهجوم  ... حاول سلمون إيقافه لكن يا دار ما دخلك شر , الغبي التهم الأولى بنهم كوحش لهوم شره  كسر صيامه , من يلومه إنه خاوي الجوف يكاد يتشقق من شدة الجوع ومتسخ، ببساطة المشرد المثالي

 

كان مفعول الثمرة جلي على شادها فحمل يديه على رأٍسه بسبب ما أصابه من صداع وصرح بكره للرياضيات وصمت لوهلة يرتب فيها ما حدث : أظنني  اصبحت ذكيا وبت الان فيهم  بالرياضيات اسألني فقط يا سلمون

- حسنا يا شادهاي :  ما هو ناتج ثلاثة مع أربعة في ثلاث أربع على ربعين في أثنين ؟-

يحبط شادها وقبل ان يلفظ شيئا خطر في باله شيئا فقال :  ,  مهلا اين تعلمت الرياضيات، أ تعلم كل شيء ؟؟؟

يضحك سلمون : قبل أن تأكل شيئا آخر .اسأل مدير المكتبة الذي يجلس هناك !

بتعجب يتساءل شادها :  يوجد مدير !

يصغر سلمون حجمه ويطير ليجلس على كتف شادهاي الأصلع ويرد :  ظننت إنها كُل كل شيء حتى عقلك الصغير ينفجر

يذهب شادها إلى المدير، الذي كان شيطان بائس وتعابيره كشخص يفكر في الانتحار يجلس على كرسي وأمامه طرابيزة من الحجارة وجهه يخبرك أن تبعد عنه

-مرحبا سيدي ابحث عن ثمرة تاريخ تخص ختم النار

يرد بنبرة تشاؤمية   : اذهب إلى ركن الاساطير، الرف الثالث كل ما تشاء

يبتسم شادها قائلا : الشكر لك  سيدي

يغير من جلسته  ويقول : ماذاا قلت ؟

يهمس له سلمون :  لا تقل شكرا في عالم الجن ايها الاحمق

يجيب شادها على المدير : قصدك الشكل لك , سأنصرف الآن، يعجل بالانصراف حتى لا يسمع شيئا اخر

..

وصل اشعب الاكول وضع يديه على الرف حمل الثمرة والتهما قائلا : انها حقا لذيذة، وبعد لحظات اتبع : هيه سلمون،  تشعر بالمعلومات كما أشعر بها أنا؟  , يحرك سلمون رأسه أي نعم، وهو بنفس حجم شادهاي ، فقط تصخم مجددا مدعيا انه يساعد في البحث، يتبع شادها : إذا  لما لا يوجد أي اثر للثمرة على عقلي

يجيب سلمون : لأنك ملأته رياضيات،

يتشاءم شادها :  إذا لا يوجد جديد بشأن  ختم النار , انها ثمرة فارغة  !

يرد سلمون بعد فترة قصيرة كما لو أنه كان يفكر : لا توجد ثمرة  فارغة أستشعر شيئا غير الرياضيات  لكنني فقط يمكنني قراءة أفكارك لذا ابحث جيدا عسى ان تجد شيء مفيد

- كلما أفكر بختم النار لا أجد شيء

يرد سلمون :  حسنا فكر في كل شيء عدا الرياضيات

- نعم نعم وجدته  , ماذا! هل هذا الذي أكلته! ,  (محتوى الثمرة : لا توجد أي معلومات  ابحث في كتاب التاريخ  )  , ينظر لسلمون نظرة غريبة ويتبع :  قلت لك انها ثمرة فارغة، أين سنجد كتاب التاريخ المزعوم وهل يوجد كتب في سوق الخضار  ؟

بتعجب يرد سلمون : كيف تكون فارغة، انها ثمرة دليل , لا يهم فقط  اذهب الان و اسأل المدير!

,,

بعد تذمر امتثل شادهاي للنصيحة سلمون التى تجلت له في هيئة امر، قابل المدير ودله على مكان الكتاب الضخم وبعد مرور زمن في البحث حتى انتصف الليل،. صرخ شادها قائلا: وجدته وجدته! ، هو ذا ختم النار اخيرا , ثم بدأ يقرأ :

لتعرف عن ختم النار عليك بالذهاب إلى جزيرة المنفيين

يقاطعه سلمون :  إنها الجزيرة التي ذكرها القاضي  لكن كيف نصل إليها ؟

شادها يواصل القراءة : هنالك طريقة واحدة للوصول وهي أن تأكل فضلات الهروي,,..ثم توقف شادها عن القراءة :  أوه لا تبا ! , لا يعقل هذا!

يضحك سلمون : يعقل ونصف، سعيد لأنني لا أملك هذا الجس

 شادها بتعاسة لن تصفها الحروف :  تبا لكم أيها الشياطين البائسة  ما علاقة فضلات الهوريفل بالجزيرة

 سلمون ساخرا : يجب عليك ان تأكل ثمرة تاريخ الهوريفل

يرد شادها :  لا تفكر حتى!

يقاطع حديث شادها مع نفسه صوت  مدير المكتبة الذي صاح : هيه أنت !!،  منذ ساعات انت تتسكع ، ماذا تفعل  بحق الجحيم ؟

-لا شيء انا منصرف الآن 

- أجل , اغرب عن مكتبتي

..

حمل  شادها ارجله للخارج، وجد الظلام الدامس قد حل، تصاحبه بعض الأضواء المرعبة التى تبرزها مساكن الشياطين ، كليلة  هالوين عانقت ليلة ممطرة، كل ما يشغل تفكير بطلنا  الخطوة القادمة التي سوف يجرؤ عليها ، يتحسر ويندم على عدم قبوله  بحكم الجن , ربما الآن كان ليكون على جزيرة المنفيين وهضم فضلات الهوريفل ,كل هذه الأفكار راودته وأكثرهن ايلاما هي اخرهن التى لفظ بها جهرا: لا  أصدق أنني استخدمت الكلمة هباء

يحاول سلمون صرف تفكير شادها فيقول :   اكاد لا اصدق عيناي، سأراك تأكلها

باحباط يجيبه : عيوني انها عيوني، و أتمنى أن  تصبح لك الان ؟

يضحك سلمون قائلا : تعزمني لاستحوذ على جسدك، بعد شهيق يضحك مجددا ويتبع :  مشكور، لا اريد

تغيرت تعابير شادها، قد لمع رأسه بفكرة , ابتسم قائلا : اشتد الظلام ولن ننوم في هذه الأرض المرعبة  , يرد سلمون : حسنا اين المبيت ؟؟

أجاب شادها بحماس : في جزيرة المنفيين،  ثم  زمر لحصان، في لمح البصر عاد حصان من المكان الذي اختفى فيه، امطتاه وقال : تعلم مني يا  سلمون  ! ,ثم اتبع  همسا في إذن الهوريفل : إلى جزيرة المنفيين، لم يتحرك الهوريفل  قط  بل اخرج بعض فضلاته

 شادها بخيبة امل تقفز بين كلتي عينيه : بحقك يا رجل!

ضحك سلمون  بشدة داخل عقل شادها فزاده خيبة واردف مع ضحكه بعض التهكم  : تبا يا رجل لو كان لي جسد لتبولت من كثرة الضحك , أنظر حتى حصان يعرف كيف تصل لهناك

بعد أن غلب على أمره ولم يرى شادها مهرب من الكلوم  اتبع بتشاؤم :  يوجد هنا خبز أو أي شيء؟، لا يمكنني تناوله هكذا

ضحك  سلمون وقال : لا يا أخي، فقط تخيل أنه حساء أمي مخلوط ببعض الخضروات , أبكت كلمات سلمون هذه شادها

صمت شادها لبرهة من الزمن ثم قال بصوت مغموص ومغمور بالحزن :

 نسيت حتى سبب  مجيء  إلى هذا العالم , انه من أجل أمي ويارتي الصغيرة، ولأجل هذا سأكل أي  شيء

سلمون :  أجل يا نفسي ,, لأجل أمنا لأجل من نحب

ابتلع شادها بعض منه , وقبل وصوله معدته تحولت الأجواء إلى  أضواء سحرية  حيث تبدد جسد شادها وقارب للزوال وهو يصرخ معلنا عن لذة الكلام. ياااع

عقب اعلانه تعليق سلمون : لا تجعلني اتقيأ داخل  عقلك !

 ثانية  فقط كانت كافية، تبدد جسد شادها وظهر في مكان آخر، لا يشبه عالم الشياطين في شيء ,كان أيضا الوقت فيه ليلا لكنه ليس مثل ليل الشياطين في شيء، ان ليله مليء بالنجوم التى تحن وتشتاق للقمر الذي كان غائبا ذلك الوقت لكنه موجود , تفقد شادهاي المكان فرأى الوضع طبيعيا، خلفه شاطئ وامامه اشجار يسمع حفيفها والرياح تقبل رأسه الأصلع , تعجب من الأمر وظن انه ربما عاد لموطنه فقال :  أين نحن ؟؟؟

رد سلمون بعصبية :  أيها الأحمق الا ترى الشاطئ وتغير المكان والهواء، ثم أنت أكلت فضلات الهوريفل يا ترى أين ستذهب بك !

يسخر شادها :  هل تسمي هذه جزيرة  , يصمت لوهلة ثم يضحك ضحكة نبعت من افكاره قائلا :  شياطين حمقى ! ، سلمون يتعجب

يتبع شادها :  يمكنني أن أصنع قارب من تلك الاشجار والابحار لبر الأمان !

يضحك سلمون  أيها الأحمق أنه ليس شاطئ عادي , يتساءل شادها : اذا ! أ هو ثلج ؟  يجب عليه  سلمون :  لا يا  عبقري إنه  بحر تحيط به هالة من النار زرقاء اللون  .. يقاطعه شادها : إذا  هو بحر النار!! , يحرك سلمون رأس طيفه  المضيء أي نعم , فيتبع شادها  : تبا للمسن كنت أعلم ذلك , كنت أعلم أنه يوجد بحر النار ,  شياطين حمقى

..

ان جزيرة المنفيون لعالم آخر من عالم الجن جميل كأنه لا ينتمي إليه, هى خضراء جميلة، طقسها سمائي لامع، مليئة بالشجر، هى اقرب لجزيرة الكنوز  لسوء حظ شادها أنه حضرها ليلا، لم يرى بعد هذا الجمال، وسقط في مكانه ساعيا للنوم ووجد ذلك. في الصباح الباكر اكتشف سلمون روعة هذا المكان بعيون شادها، التي فتحها ببطء شديد، كانت نظرة واحدة كافية لجعل سلمون يقول أشياء غريبة كثرت في عقل شادها ولم يسمع منها الا :  يا إلهي كم هذا جميل!  أجمل ما رأيت!

يرد شادها : ألا تنوم يا سلمون؟ , ان مزرعة جدتي أجمل بكثير , نهض شادهاي ونفض  ملابسه  من الاتربة وهو يسمع تذمر سلمون بشأن سخريته من الجزيرة، لم يعر للأمر اهتمام وتحرك ليبحث الجزيرة ..

قطع شوطا  داخل الاشجار وغاص بينها حتى بان في ناظره منازل خشبية متقنة الصنع والبناء، جميلة ملونة ومزينة بالزهور متعددة الألوان  , اندهش شادها وسلمون من هذه المملكة الجميلة الصغيرة  التي تشتم فيها رائحة السلام والهدوء، اللاتي تنقصها فقط زقزقة العصافير ومرح بعض الحيوانات الأليفة  , بدأ سلمون الحديث : و لجدتك مثل هذا أيضاً!

أجابه  شادها متعجبا:   بحق السماء أ هى قصور أم سجون ؟

يبدأ الركض نحوها قائلا : الجزيرة هى السجن , أما هذا هو حلمي.

..

في نفس الوقت في مملكة الجن عند عرين سايمون  الأول و المرعب  :

يخفي سايمون وجهه كالعادة دائماً  لأسباب يعلمها  هو , ربما قبيح  المنظر ربما مريض , لكن الأسباب التى نعلمها حتى الآن،  أنه كان مطلوب عند الملك ولا يريد لأحد أن يتعرف عليه , لكن رغم عفو الملك لا زال يخفي وجهه، ترى ما السبب , سايمون الغاضب  يصيح على شياطينه الثى تبدو أكبر منه حجما ورعبا وهو في زيه الأدمي   : أ تجرؤ   أن تقول الطفل ليس في عالم الجن

يرد الشيطان :  استميح منك عذرا مولاي، لكن لا أقول خلاف الحقيقة  

يضرب سايمون الأرض برجله غاضبا فتشقق : هل هذا الطفل يلاعبني، أكون في عالم البشر، يكون في عالمنا، أكون في عالمنا يكون هو في أرض البشر

-        عفوك سيدي , لكن البشري ليس في عالم البشر تحديدا،  أنه في جزيرة الم.....قاطعه سايمون :

تباااا ... اللعنة , هل سارا لم تعمله جيدا، لا يعقل أن يكون ابني , ربما سارا قامة بخيانتي , اللعنة كيف لأحمق يذهب لجزيرة المنفيين طوعا , ألا يوحي اسمها بشيء، الأحمق الدامي، الآن سوف يحبس هنالك للأبد , وبعد  ثلاثة أشهر إن لم أصل له  سيقطع رأسي لا محال

الخادم الشيطاني :ما العمل سيدي؟

يرد سايمون : ألا زلت هنا أيها الوغد, اغرب عن وجهي ..

..

 

عندما اقترب شادها من المنازل اهل قوم الجزيرة، وكانوا بشرا فتعجب شادها قائلا :  عجيب أمر الجزيرة كل من يسكنها هم بشر كيف  حضروا إلى عالم الجن , ظننت أنني الأول

يجيبه سلمون : لا اعلم شيئا، فقط تقدم وانزع  القناع حتى لا تخيف البشر , يجب ان سأل أحدهم عن خلفية هذا المكان

,,

أزال شادهاي الحزام فعاد بشريا و عاد شعره الأحمر  الطويل وعينيه الزرقاوين وابتسامته البشرية التي لا نراها كثيرا , لنعد للقصة واتوقف عن التغزل بالشخص الذي لا أحبه 

اول  شخص صادفه شادها في الجزيرة كانت فتاة وقع بصره عليها ووقعت ابتسامتها على قلب سلمون الخيالي , أعجبته  هذه الفتاة  بشدة ربما كما يقولون  وقع في  حبها منذ النظرة الأولى , لكن رأي المتواضع  ربما أعجبته  فقط لأنها أول فتاة يقابلها في حياته البائسة  ...

صغر سلمون حجمه وقفز في رأس شادها وبدأ يتأمل :  يا لها من جميلة الوجه،  تماما  كنسيج البلورة ،معتدلة الطول ,,, عيناها نقطتي عسل، شعرها كسواد قلوب أعظم  شيطان مات ولن يأتي بمثله الزمن ,  تبتسم  مثل فراشة ... يقاطعه شادها : تبا اللعنة , اصمت ؟؟؟   إنها فتاة عادية، رأيت أجمل منها ألاف المرات ,تبا ملابسها بائسة جدا، تبدو مثل  الخادمة

يغضب سلمون ويضربه على رأسه: إنها أجمل ما رأيت  , فقط اصمت وسلها قبل أن تذهب بعيدا

يرد شادها : شياطين كاذبة ألم تقل أن الجزيرة أجمل ما رأيت؟ , يرد سلمون  الان عرفت لما كانت  الجزيرة بهذا الجمال , اذهب يا شادهاي انها تبتعد 

..

حقق شادها أمنية سلمون واتجه سريعا نحوها غير أبه برائحته واتساخ ملابسه، هل تتذكر آخر مرة استحم فيها؟ , لا بأس لنرى ما قاله :

-        مرحباً , يا امرأة

تحدث الفتاة قليلا مع نفسها قبل أن تجيب وقالت  :  يا له من أحمق ومتعجرف ألا يعرف كيف يخاطب السيدات ,  بابتسامة مصطنعة اتبعت جهرا : مرحبا، يا رجل

يبدأ شادها الأسئلة : هل أنت من هذا  المملكة التي لا أعرف نطق اسمها !؟

ضحكت الفتاة ثم قالت : ربما أنت منفي جديد ,  أنا من مملكة نايزي  ..... قبل أن تكمل قاطعها شادهاي  بعصبية شديدة وجدت طريقها لصوته :

 قاتلة ابنة  قتلة ,  انت من المملكة التي جعلت من نصف ابناء شعبنا يتاما

تمتلئ أعين الفتاة دموعا توشك ان تفيض  :  ماذاا؟ توقف ماذا تقول ؟ لا أحتمل هذا  ... ثم انصرفت لتبكي , و هذا ما تفعله الفتيات.

يظهر  طيف سلمون هذه المرة أضخم من المعتاد , قائلا : أراك قسوت على الفتاة اذهب واعتذر يا احمق

يضحك شادها :  يمكنني ان أعفو عن سايمون ولا أعتذر لنايزيا

ينظر سلمون لشادها في عينيه بندية ويقول :  اذا لم تعتذر اقسم لك سأعبث برأسك وستنام لعشرة قرون

يتنهد شادها ثم يقول : اهدأ سأذهب , فقط لأني أريد هذا  , لحق بالفتاة ووجدها تمسح دموعها فقال :  يا آنسة أرجوكِ توقفي لم اقصد الإساءة

تجيب الفتاة :  ماذا تريد؟ أتريد أن تثأر! , ثم رفعت رأسها ونظرت لشادها في عيونه الزرقاء , اختفى طيف سلمون الضخم فجأة أؤكد لك أنه بفعل نظرتها , لم يلاحظ شادها ذلك ورد عليها :

ليس الأمر كذلك ,   نحن ابناء مملكة راها نمتاز بالعصبية المفرطة , آسف لقد انفعلت فجأة، حنى نحن لم نقصر، الحرب حرب

ابتسمت الفتاة  ثم قالت : لا بأس أنا ساندي  جايسو.... قبل أن تكمل تعريفها،  فجأة سقط شادها مغشياً عليه، غاب عن الوعي لدقائق كثيرة ثم استيقظ مجددا , عندما فتح عينيه ببطء وقع بصره على ساندي متوترة بالقرب منه، سمعها تقول  : الحمد لله ,وتسأل : ماذا حدث لك ؟؟؟

يجيبها : من أنا ؟؟

يتبع ....

الكاتب / أحمد محمد حسن (جني محمد ) / الأبيض شمال كردفان

تاريخ كتابة القصة 2015

النسخة التجريبية وأول نشر تم في عالم جينمو 2015 بعنوان ختم النار

الإصدار الرسمي وحقوق النشر مملوكة لعالم جينمو ® 2022