جينمو جينمو
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

رواية ختم النار - الفصل الرابع : أرض الشياطين | جينمو


رواية ختم النار الفصل الرابع أرض الشياطين جينمو ضورة غلاق


الفصل الرابع: أرض الشياطين     

تباطئت نبضات قلب شادها إنتقل من أرض النور للظلام الحالك ، يكاد لا يرى شيء لولا إحمرار السماء، الذي يبعث بعض الضوء لعينيه يساعده على الرؤية. سماء مريخية تمتص كل طاقة إجابية حولها , لم يرعبه ذلك الظلام ولا لون السحاب الأحمر لأنه لم يراهم بعد. فصاحب الصوت العملاق ذا الدرع الكامل المددج بالاسلحة يحجب رؤية هذا المنظر, عملاق لا ترى منه إلا عيناه المليئة بالدماء والتعطش للقتل. لولا ضخامة حجمه لظننته رجل عادي متخصص في إعدام الناس. شادهاي المسكين غلب عليه أمره , وفكر أنه نجى من ذلك العملاق ليقتله أخوه الكبير , كان صامت فلا يجرؤ على قول شيء لا تحمد عاقبته و جل ما يفكر به العودة لخالته واكمال حياته حتى يأتيه سايمون ليقتله. ومع ذلك الحماقة والشجاعة منعوه فليس من صفات شادهاي الإستسلام والهرب من المواجهة.
كأنما الوحش ملأ حباله الصوتية زلازل تصيب قلب شادهاي وتهشمه مثل قلب ساذج أو زجاجة مسكينة : أيها الشيطان الصغير لماذا أنت على هذه الهيئة البشرية القذرة و الوجه القبيح؟
تجاهل شادها خوفه وقلقه و سؤال الوحش , وقال في نفسه : أنا قبيح!؟ أشك أن وجهك مقرف أكثر من مرعب , إذا رأيت انعاكسه على الماء ستهرب من نفسك للأبد.
- تزداد حدة نبرة الوحش : أنا أسألك ! لماذا لا تجيب؟ أيها المتعجرف!
- نعم نعم أن أحب هذا الهيئة البشرية وأريد أن أتجول به في الآنحاء
يستشيظ الوحش غضبا : لن تعبر إذا لم تعد لشكلك الوضيع
يتجاهل شادهاي قلبه المرعوب وبعد زفرة يقول : أنت تصعب علي الأمر يا رجل و تحرجني، أنا ملعون باللعنة البشرية
يضحك الوحش : تقدم تقدم أنا حقاً مشفق عليك , لكن يا سيدي ألم تجد وجه غير هذا لتلعن عليه
ضحكات الوحش وشماتته ملأت قلب شادهاي بالغضب , لكنه أيضا أخرس شادها الغبي لفظ بكل برود : لا أهتم فقط دعني أذهب
فجأة تقلص الوحش وأصبح بحجم شادهاي لكن أطول قليلا وله خوذة تغطي رأسه ووجهه, خلعها  ليثبت لشادهاي الأحمق أنه الجميلة النائمة ، التي للتو وجدت مصباحا وتمنت أن تكون رجلا. كان وسيم لدرجة مبالغة بالنسبة لبشري . ابتسم قائلا واذا ابتسامته كانت تضيء لتلاشى الظلام : سأقدم لك معروفا , ربما تشفق علي وترده لي يوما ما , إلبس خوذتي هذه وغطي وجهك , إذا رآه أحد سوف يسبب ربكة وحالة من الرعب في أرض الجن.
شادهاي همس في نفسه : هل هذا الوغد الوسيم يسخر مني للمرة الثالثة ويغتر بجماله. تخلى عن التفكير واتبع جهرا : تمام سوف أذهب
نظر الرجل الوسيم لشادهاي ملتمسا شيء من الإلفة وقال : يجب عليك أن تذهب إلى ماركوس صانع الأقنعة ليصنع لك وجها مزيف
يرد شادهاي : أين ماركوس؟
- ببساطة هو من سيجدك , ليفعل ذلك سأقوم بعمل شيء. "إقترب من شادهاي ثم نظر لعيونه الزرقاء عن قرب فتحولت عيون الاول من لونها الطبيعي البشري إلى الأحمر. "ساخبرك معلومة مهمة عندما تتحول عيون الحارس إلى اللون الأسود فهذا يدل على أن ما نظر إليه شيطان والأحمر يدل ....."
..
يغضب الرجل وصوته يتغير الى ذلك الصوت المرعب. قال لشادها بذات الصوت  : أهرب سوف يقتلك إن نهض , لكن  القاموس الخاص بحماقة شادهاي خالي من معاني الهرب. ابتسم كأهبل ينتظر ما تؤول إليه الأمور وفي ظرف الثانية عاد الرجل لحجمه السابق. اي عاد وحشا ثم ركله ركلة أعادته للبوابة و لسوء و أيضا حسن حظ شادهاي  أنها كانت مغلقة.
يشتعل الوحش غضبا : أنتم ايها الحثالة وتأتون إلى عالمنا أيضاً. من أجمل صورة، تحول الوحش لتجسيد للقباحة،  لن أوفي حق قباحته مهمها زدت من الوصف. لنقل أنه أقبح شيء رأيته في حياتك.
تحمل جسد شادها القوي اثار الاصطدام فينهض بسرعة ويقول : توقف توقف اذا أخبرتك شئ، هل تتوقف عن قتلي. هدأ الوحش فاتبع شادهاي : أنا نصف بشري أنا ابن سايمون
يبتسم الوحشة إبتسامة ماكرة : إن رأسك مطلوب للملك بأي ثمن , كم أنا محظوظ سأتخلص من هذه اللعنة أخيرا يندفع الوحش للهجوم , يحاول شادهاي التملص من هجمات الوحش،  ونجح بإمتياز وعندما أحس بالتعب صرخ قائلا : حسنا , حسنا سأخبرك شيئا وبعدها إفعل بي ما تشاء !
يتوقف الوحش لينصت. فيتبع شادهاي  قائلا
- لا أستطيع كتمه اكثر: أنت قبيح جدا جدا يا رجل !!
انفجرالوحش غضبا وزاد من هجماته، فتصيب إحداهن شادهاي لتسقطه أرضا ثم يغمى عليه. أخرج الوحش سيفه استعد لقطع رأس شادهاي وبدون أي تردد لوح وضرب
..
قصر سايمون ..
يركض أحد الخدم وهو يصيح سيدي سيدي ويدخل على سايمون بدون أن يطرق الباب , يجد سايمون على هيئته بدون عباءة. يرتعب وتتسع عيناه يحاول الهرب لكنه صوت سايمون اوقفه وهو يقول لا بأس تحدث بكل اريحية.
بصوت مرتعب مرتعش يتحدث الخادم : سيدي حدث أمر خطير بشأن ابنك
يبتسم سايمون : هل هو أسوء من قطع رأسه , يحرك الخادم رأسه أي نعم , تتغير تعابير سايمون ويقول انصرف , لم يصدق الخادم ابتسم في أعماقه وانصرف لكن بدون رأسه ,
غرس سايمون اصبعيه في عيون الرأس المقطوع ليرفعه قائلا  : لا أجروء أنا نفسي على رؤية نفسي , بشري أحمق , وفجأة أحترق الرأس وتحول لرماد وفعل نفس الأمر بالجسد.
..
نهض شادهاي في منتصف غابة غربية ومرعبة أشجارها جميعها محروقة و سوداء اللون , الظل يقاس فيها بضخامة الشجرة وليس أوراقها , ارتفع ببصره لأعلى فوجد لون السماء عاكس على السحب كأنما اذا أمطرت ستمطر دماءا , التفت يمنية ويسار لم يجد منظر يبعث بالسرور والاطمئنان بعضها على بعض كآبة ابتسم بتشاؤم وقال : مرحبا بالجحيم
المسكين لا يعلم شيء فآخر ما يتذكره الكملة التى قالها له المسن والتى نسيتها انا , أيضا , لم يدم فقدان الذاكرة طويلا ما ان استفاق وحرك رجليه ذوات الحذاء الخشبي حتى ارتفعت نبضاته ودخل الخوف عليه فجأة. بدأ يتشوش, ينظر للأرجاء بحذر وترصد يسأل نفسه : أين العملاق! , ماذا حدث لي! أتذكر أنه ضربني وبعدها لم أرى شيء , تبا ماذا حدث! , لقد كان يتحدث عن شيطان اسمه ماركوس ، اسمه غريب لا تشابه اسمائهم اسماء البشر. هذا العالم ملىء بالغرابة لا أرى طيورا أو أي حيونات كأنه عالم للأموات , اللعنة ما الذي أدخلني في هذا العالم , أشعر أنني لن اعيش طويلا في هذا المكان ,
لم يكذب هذا الأحمق يمكن ان يموت في أي لحظة ,اي لحظة أعني بها الآن ,  لدقائق حاول شادهاي إستجماع قوته وجمع شتاته لكن باغتته لمسة صغيرة كانت سترعبه حد الموت، غير أنها لم تكن غريبة عليه فتذكر ملمسها، إلتفت ليعانق اخته يارا لكنه لم يجد شيء. تغير شعوره وملمح وجهه اخرج سلاحه واستعد للمواجهة  قائلا : مهما كنت أرني وجهك ,
- إهدأ يا شادهاي إنه أنا سلمون , لم أرد التحدث إليك فجأة وإرعابك , لذا حفزت ذكرى حديثة في عقلك
يرجع سلاحه في غمده وبعد زفرة يقول : لا بأس , لما أنا لست ميت الآن ؟
يرد سلمون : أظنك تدين لسايمون بواحدة , فقط حاول التقدم و لا تردد لن يؤذك في هذه العالم أو يهتم بك أحد غير الملك او سايمون
شادهاي بصوت حاد ولا يدري أنه يصيح وحده في هذه الغابة : لا أدين له إلا بالموت! اصمت لا احتاج مساعدتك واغرب عن رأسي بحق الجحيم هذا الصوت الذي  داخلي مزعج , سأجن
يضحك سلمون : سأعمل على شيء ربما يساعدنا للتحدث مع بعض بأريحية , وصدقة مني طريق المملكة شمالا.


ينظف شادهاي الأتربة من على ملابسه ويرد : ها !!! لا أثق فيك مطلقا لكن ليس لي خيار
تقدم شادها في سيره بمشقة بسبب الحرارة العالية التى لا يتحملها قلبه الهزيل وبسبب الظلام الذي لم يعتاد على الرؤية فيه بعد. استمرت المعاناة حتى وصل إلى مشارف المملكة , التي كانت عبارة عن وديان لا تراها خضراء بسبب الظلام الدائم , في هذه الوديان كانت ترعى دواب للجن معروفة باسم الهوريفل. أجل تحمل اسم مروع, انتظر حتى ترى شكلها. حين رآه شادها  في ذلك الظلام ظن أنه حصان لكن عندما اقترب منه  اتضحت الرؤية، كاد أن يتقيأ من فجاعة المنظر .. ما رآه كان أشبه بالحصان حجماً وشكلاً لكن جلده لزج ، بسبب مادة يفرزها جسده. يسيل لعاب غليظ من فمه ذو الأنايب الصغيرة ، له قرون صغيرة لا تصلح للشجار وذيل قصير بالكاد يغطي مؤخرته
..
يتحدث شادهاي  مع نفسه : مستحيل أن أمطي هذا الحصان القذر يوما
يرعب سلمون شادهاي ويرد على كلامه : لماذا؟
يرتعب شادهاي : بسم الله , لا تفعل ذلك مجددا
يضحك سلمون : لقد جئت أخبرك إني ححلت الأمر , سأقوم بتجسيد نفسي أمامك , كصورة طيف وهمية ينشئها عقلك. اوضح لك اكثر! سأجعلك تتخيل أنني أمامك اتحرك وافعل ما اريده , ساتحدث من داخل عقلك.  سابدو مثل ضميرك الذي يأتيك في شكل رجل حكيم
يصمت شادها لفترة ليفكر ويقول : بحق الجحيم عن  ماذا تتحدث يا رجل! , يضحك سلمون لكن هذه المرة الضحكة لم تكن صوتا فقط , إنه الان شادها بأكمله نفس الملابس نفس لون الشعر الفرق الوحيدة الصورة التى اتخذها سلمون تبدو مثل الطيف فيها القليل من الشفافية
يندهش شادها : لقد فهمتك , لقد خرجت من عقلي
تتغير تعابير سلمون و يرد : حقا يا شادهاي , ثم يضرب سلمون راسه , فيتألم شادهاي ويصاب بالصداع , فيتبع سلمون : انا لا زلت داخل عقلك .
- اوووج هذا مؤلم , تبا لك يا سلمون , فقط دعني وحدي , تزعجيني كل الوقت وتقوم باستخدام سحرك , أعلم أنك تخطط لأمر ما , تريد فرصة تتحل فيها جسدي
- يضحك سلمون : ,انا لست عاجز عن السيطرة عليك , لا افعل ذلك  حتى أحميك من سايمون توقف عن التفكير بحماقة أوقف هذا الهراء وتقدم سأقوم بتوجيهك حتى تصل لمسعاك!
يرد شادها بسخرية : أنت أخر من يقوم بتوجيهي عليك اللعنة
- أيها البائس , أرض الشياطيين أبعد من أن تقطعها ميشا بأرجلك الخشبية البائسة , الهوريفل نعمة , ولحسن حظك وجدت لنفسك واحدا وإلا كنت ستموت عطشا
يسخر شادهاي بتساؤل:  هوريفل !؟ هوريفل ؟ ههههههه , إن كنت سأفعل , لا أحتاج مساعدتك أغرب عن عقلي يا شيطان !؟
يتبدد طيف سلمون ويختفي
يظن شادها أنه سوف يمتطي هوريفل كما امتطى ذلك الحصان الرائع الخاص بكاي ، الذي أهداه له جده في عيد ميلاده الثامن عشر، ببساطة شادهاي الغير مبالي اضاع هذه الهدية الثمينة دون الاهتمام بمشاعر الآخرين. زد على ذلك انه لا يعرف شيئا عن هذا العالم يريد أن يتحدى سلمون في عالمه كما اخبرتكم انه حقا غبي
..
يستعد شادها لأمطاء الحصان الشيطاني : حسنا , لنعتلي كتلة القذارة هذه و أثبت لذلك السلموندا أني لا أحتاج مساعدته
أقترب شادهاي الأحمق من الهوريفل وأراد أن يلمسه لكن بلمح البصر هرب منه، تظنه إختفى نظرا لسرعته التى التي بالكاد أقرب للملاحظة.
يصرخ شادها : عد حالا يا كتلة القذارة , قال في نفسه : تبا هذا الحصان مثل الأرنب.
الهوريفل يركض و شادهاي خلفه!  مرة نحو الجنوب ومرة الشمال ثم الشرق ثم الغرب ثم الجنوب مجددا وهكذا..... استمر هذا طويلا حتى سئم.., فصاح , تبا!  تبا! حسنا حسنا .
كأنما سلمون كان موجود يشاهد و يضحك ما ان سمع شادهاي يستنجده حتى ظهر من الاعلى وهو يطير بجناحيين ابيضا اللون مثل الملاك المنقذ وهو يقول : كنت أعرف أنك ستحتاج لي
ينظر له شادها بتعجب : حقا شيطان يمثل دور ملاك , هل تستطيع فعل هذا
يضحك سلمون : يمكنني أفعل أي شيء! هذه الصورة خيال ممتع , يمكنني أن أصبح فتاة حتى إن اردت
يرد شادها : لا تفكر حتى في هذا , فقط أخبرني ,و ارحني من وجهك الجميل الرائع الذي لا تستحقه
- هههه , أطلب بمودة يا شادهاي وسوف أساعدك

كان سلمون يحاول أن ينشيء رباط علاقة مع شادهاي لكنه الآخير الأحمق لا يفهم هذه الإشارات ويرد : تمازحني
يبدا سلمون بالتلاشي : أنظر إلي يا رجل  إني ذاهب 
- حسنا ,أرجوك أرجوك يا منقذي الوحيد يا أجمل رفيق سوف ... , قاطعه سلمون : لا تبالغ لا تبالغ ، زمر للهوريفل بواسطة فمك وسيأتي لك إن أعجب بك
..
وبالفعل بعد أن زمر له أتاه و تقدم نحوه ، استعد شادهاي لإمتطاءه : يا الله لن أستلطف أي حصان بعد اليوم
..
لنترك هذان البائسان ونذهب معا للعظيم سايمون
يدخل أحد الأشخاص بالنبيذ الأحمر يقدمه لسايمون، الذي جالس في غرفة مظلمة من قصره على تابوت خشبي يتحدث مع الجثة داخله: أخيرا سأشرب معك نخب جو العزيز يا سارا هاها
يقدم الخادم النبيذ وهو يترجف ، الحجاب لم يكن يغطي وجه سايمون في ذلك الظلام لذا لم يجرؤ لرفع عظام رقبته حتى أمره سايمون بذلك قائلا : أرفع رأسك إنه يغويني لقطعه , ماذا فعلوا بشأن الحارس؟
- سيدي بعد إختفاء ابنك  شك حارس البوابة ثم حاول التواصل مع أحد جنود الملك , لكن تمت السيطرة على الوضع. إن حاول فتح فمه , ستنتشر إشاعة في عالم الجن فحواها إنه من سمح له الهرب.
يبتسم سايمون فتتلألأ أسنانه البيضاء وتظهر للخادم فيخفض الخادم عينه وينصت لما يقوله سيده :  إذهب وأدعو أحد الشياطين. أنصرف الخادم البشري وبعد مدة ظهر من العدم شيطان ، خادم لسايمون, لا يمكن رؤيته بسبب الظلام لكنه كان ضخم طوله قرابة مترين ونصف أي بنصف طول ذلك العملاق ,
ينهض سايمون من فوق التابوت قائلا : انصت بعناية ايها الوغد ، خذ هذه الجثة قدمها للملك الأخرق و أقنعه أن يحرق العِقد الشيطاني ويعفو عن حياتي.
بتعجب يقول الخادم  : لكن زمن العقد انتهى وأشك أن يقبل الملك يا سيدي!
يرد سايمون بعد أن اشار بيده لمكان مظلم : هنالك تابوت آخر خذه معك، أخبره أن الفتاة ايضا ابنتي ، هدية تأتي مجانا
يرد الخادم بتساؤل : هل تعني أن تلك الفتاة ايضا لديها نصف ملعون
سايمون بغضب : لا أيها الأحمق هذا لا يهم مطلقا , لعنة البلورة لا تتحق في الإناث ألا تعلم ذلك !؟ يا أحمق لا تخف ذلك الملك انه أجبن من أن يقتلك. عندما يغضب، آخبره بأنني سوف أحضر له رأس الصبي أيضاً فقد استسلمت للأمر الواقع.
إمتثل عبد سايمون ورد بإطمئنان : سمعاً وطاعة سيدي ,ثم اتبع في نفسه : ما الذي يخطط له يا ترى؟
..
..
شادها يصيح من الرعب : يا إلهي أنه سريع جدا لا استطيع التحكم به النجدة أين أنت يا سلمون , لماذا لا يظهر الوغد عندما أحتاجه !!! هش توقف هش ارجوك , ماذا أفعل لتتوقف ايها الحصان النتن !
..
لم يستطع شادها السيطرة على الهوريفل لكن تجرأ ومد يده لميسح على رقبت حصانه اللزجة محاولا تهدئته ، وكانت المفاجآة .. عندما مسح عليه ببطء خفت سرعته , وعندما يفتعل العكس تزيد ,
نظر شادهاي ليده وقال : ياكي! لن أكل  ابدا بهذه اليد مجدداً
 في حجم قطة  صغيرة اظهر سلمون نفسه وهو يجلس على رقبة الهوريفل ، قال  : كنت أعرف! أنك ستفعلها
يرد عليه شادهاي بعد أن التقطت انفاسه : أيها الوغد أين كنت!؟ , حينما حقا أحتاج مساعدتك لا أجدك
يتكيء سلمون على ظهر رقبة الهوريفل ، يصلب رجليه ويقول :  لا تعتمد علي في كل شئ
يضحك شادهاي بسخرية : هل ابدو اني أعتمد عليك ؟  لم أطلب المساعدة ! أنت من قدمتها في البداية
ينهض سلمون ويقف : لن نتجادل في هذا فقط إذهب لماركوس
يرد شادها بنبرة عصيبة : هلا أخبرتني أين يقطن ماركوس اللعين فأنت الذي يعيش هنا
- أنت وألفاظك البشرية , برد عروقك يا بشري! ماركوس هو من سيجدك فقط تقدم ودع الهوريفل يمضي في سبيله حتى نصل للمملكة
شادها لاحظ أن سرعة الهوريفل خيالية فقال : رغم سرعة الهوريفل، لم نصل بعد. هل لأنني ابطئت!  يبدو أن المسافة طويلة، لنحظى ببعض الدردشة قبل أن نصل أخبرني أين تعيش أنت وكيف تتحدث مع عقلي
رد سلمون : أولا لقد وصلنا قبل أن تسأل سؤالك , لكن رغم سرعة الهوريفل ، المملكة بعيدة جيدة تحتاج لسنوات لتصل إليها بأرجلك الخشبية
يضحك شادهاي بقوة وهو نازل من ظهر الهوريفل , إذا رأيته يضحك سوف تظن أنه مجنون و إذا أنت أحمق , سوف تظن أن الهوريفل يلقي النكات
تعجب سلمون من سخريته فزادها شادهاي قائلا: أقرب مملكة لمملكة "راها" لا تتعدى شهرين وانت تخبرني أن المسافة بين البوابة والمملكة أكثر من سنتين

نزل سلمون من على الهوريفل وعاد لحجمه الطبيعي وقال : هل البشر جميعهم حمقى مثلك , ايها البليد إنها بوابة مسحورة لعالم الجن, لا تبالي ابدا! فقط تقدم حتى ننهي هذه القصة البائسة سريعا
ترك شادهاي الهوريفل ، على أرجله بدأ  يخترق عمق المملكة أملا في أن يجده ماركوس ذو المكان المجهول.  كان يحاول أن يخفي وجه بأي طريقة، تمنى لو أن معه خوذة الوسيم تلك.أخذ طريقة بين أزقة منازل المملكة، التى بنيت من حجارة مصقولة تشبه بقايا نيزك. رغم حذره في إخفاء نفسه رآه قلة من الشياطين إستغربوا من وجهه واصبحوا يتهامسون، شكله البشري المكروه لديهم غريب ، و أشكالهم المرعبة تخيف شادهاي , التى تتميز بقرون وذيول كأنهم حيوانات البعض منهم يطير بأجنحة ، بعضهم بنفس حجم البشر وآخرون ضاخم كعبد سلمون ذلك ، جيمعهم يحدقون به , وتحدق أرجله نحو منافذ الهروب , لا تهتم باوصاف الشياطين الآن ، ستكون اوصافهم مضللة نوعا ما  لكن عن قريب ستراههم مع شادهاي عن قرب
..
بحذر كان يتنقل شادهاي وهو مشغول بالأفكار السلبية : أوه يا أمي , ورطت نفسي لكن لن ينفعني الندم أدعو أن أجد ماركوس قبل أن يحدث شئ لا أتوقعه
لم يمكل جملته حتى سمع صوت غريب خلفه يصيح : توقف أيها الشيطان الصغير
يتوقف بتشاؤم ويناجي نفسه : كنت اصلي للتو!
شيطان بحجم بشري بشرته سوداء : لماذا أنت في هذه الهيئة القذرة
شادها باستفزاز : ومن أنت بحق الجحيم لتسألني !
يرد الشيطان : أنا مجرد شيطان وضيع وأحد جنود الملك , بلمح البرق تأسف شادهاي لكن يقاطعه الشيطان : لا تتأسف ! الآسف للبشر فقط عد لهيئتك الحقيقي..... يقاطعة شادها : لماذا لا أتجول هكذا؟
تغضب كلماته الشيطان فيتحدث بعصبية : لا تنقاش! فقط أرحني من هذا الوجه القبيح
يتمالك شادها نفسه ويقول سرا : ما مشكلة تلك المخلوقات مع وجهي , ثم اتبع جهرا : لا يمكنني العودة إلى أصلي الشيطاني ، إني ملعون باللعنة البشرية
بشفقة يرد الشيطان : يا لك من مسكين , انت صغير في عمرك ما كان عليك أن تفعل مثل هذا الفعل
بإطمئنان يجيب شادها : الوقت ليس للندم ماذا أفعل الآن اخبرني ؟
-   ماركوس هو حل مشكلتك ، دعني اشفق عليك أكثر وأسهل الأمر ليجدك ماركوس , سأنظر إلى قلبك وأحدد مكانه لماركوس واخبره انها حالة طارئة
شادهاي في نفسه : الحمد لله أنه لن ينظر لعيناي
..
أقترب ذلك الجندي من شادهاي وتفحص مكان قلبه و فجأة تحولت مقلتا عينيه للأحمر
شادها : أوه لااا ليس مجددا, إنه وقت الهرب
ابتسم الجندي بمكر وقال : بشري ! لم أحلم بالإمساك بأحد منهم
ارتعب شادهاي , قال بصوت متقطع : لا لا لا تلمسني!  أنا شيطان ستموت إن لمستني
الجندي : إخدع احد اخر مثلك ! ايها الصغير البشري!
تراجع شادهاي للخلف وقال بوجه مصدوم : يا للهول الملك هنالك, إلتفت الجندي ليرى الملك العظيم قائلا : مولاي ! استغل شادهاي الفرصة وهرب, اجل هذه المرة لم يتصرف بحماقة
حرك الشيطان ذيله وفرقع اصابعه قائلا: عادة الشياطين تهرب من البشر لكن انقلب السحر على الساحر ,و فجأة أختفى الجندي وظهر أمام الطريق الذي يركض فيه شادهاي. عندما رآه أمامه حاول شادهاي التوقف لكنه كان يركض بسرعة لا تحتمل التوقف فسقط واقترب منه الجندي وقام بلمسه. اللمسة شلت جسد شادهاي عن الحركة تماما، حمله الجندي ثم قال : إلى المحكمة ، ايها البشري المقرف
  شادهاي في نفسه : سلمون , أيها الوغد.

يتبع..

الكاتب / أحمد محمد حسن (جني محمد ) / الأبيض شمال كردفان


تاريخ كتابة القصة 2015


النسخة التجريبية وأول نشر تم في عالم جينمو 2015 بعنوان ختم النار




الإصدار الرسمي وحقوق النشر مملوكة لعالم جينمو ® 2022


عن الكاتب

Genny لا يوجد الكثير, انا اطمح لاكون ذا فائدة للمجتمع

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

جينمو